مسرحية البروفيسور تاران 1908_1970

مسرحية البروفسير تاران

للكاتب الروسي الفرنسي أرتور أداموف

«1970 - 1908»

بعض النقاد يعدون أرتور أداموف ثالث أهم كتاب مسرح العبث في فرنسا 

والعالم كله، وفي كل الأحوال هو من أهم الكتاب الطليعيين للمسرح 

في العصر الحديث.

وكما نعرف فكتاب مسرح العبث قد ضربوا عرض الحائط بكل القواعد التي رسخ لها كتاب المسرح ونقاده في العصور المختلفة حتى العصر الحديث، وقلما نجد حبكة وخطًّا دراميًّا وشخصيات تنمو مع تطور المسرحية في مسرح العبث.

ويغلب على مسرح العبث وجود الكوميديا، لكنها قلما تنبعث فيه من الرسم الكاريكاتوري للشخصيات، ولكنها تعتمد فيه على إظهار التناقضات في البشر والعبث بالمسلمات في حياة الناس خاصة في عاداتهم التي يشككون في جدواها.

ومع ذلك نرى بعض المسرحيات العبثية تقدم أنماطًا كوميدية طالما وظفها كتاب الكوميديا في مسرحياتهم، كما رأينا شخصية الجارة الفضولية الثرثارة في مسرحية "الساكن الجديد" ليونسكو.

وفي مسرحية "البروفسير تاران" لأداموف نرى نمط الشخص النرجسي المتعالي، ولكننا نكتشف مع تتابع الأحداث بالمسرحية أنه غير طبيعي أيضًا 

في بعض تصرفاته.

وتدور أحداث هذه المسرحية في لوحتين؛ اللوحة الأولى في قاعة بقسم شرطة، وفي هذه القاعة نرى مفتش الشرطة يجلس إلى مكتب، ويتحاور معه البروفسير تاران، ونرى في القاعة أيضًا بعض الموظفين في قسم الشرطة وأناسًا يدخلون إليه ويخرجون منه.

ويقول البروفسير تاران لمفتش الشرطة بطريقة فيها استعلاء: لا شك أنك تعرفني كما يعرفني الكثيرون، أنا البروفسير تاران، وقد عدت من رحلة علمية ناجحة تكلمت عنها الجرائد، ولا يجب أن تصدقوا الأطفال فيما اتهموني به من أنهم رأوني على الشاطئ وأنا بغير ملابس، فالأطفال قد يكذبون، وقد يكون طفل قال هذه الكذبة، فرددوا ما قاله، وكيف يمكن لمثلي أن يفعل هذا؟! وحقيقة الأمر أنني كنت أقف على الشاطئ، ورأيت الأطفال يجرون نحوي، فجريت بشعور تلقائي، ويقول مفتش الشرطة: ولكن أقوالك تخالف أقوال الأطفال، ويمكنك أن ترد على أقوالهم في هذه المذكرة، وتدفع غرامة وينتهي الأمر وكأن شيئًا لم يكن.

وهنا يدخل رجلان ويعرفهما البروفسير تاران بنفسه، ويظن أنهما يعرفانه، ولكنهما يظهران جهلهما به.

ثم تدخل صحفية ويشير أحد الرجلين إليها، ويقول: إنها صحفية نشطة تُرَى في كل مكان، وهنا يعرفها البروفسير تاران بنفسه، ويقول لها: لا شك أننا التقينا من قبل، أنا البروفسير تاران، ولا شك أنك تعرفينني، وتستاء الصحيفة من حديثه معها ومحاولته التعريف بنفسه لها، وتتجاهله.

ثم تدخل امرأة عجوز مع شاب يصحبها، وترى المرأة العجوز البروفسير تاران، فترحب به، وتقول: كم تمنيت أن أراك أيها البروفسير الكبير، ويسعد بكلامها البروفسير تاران، ثم تكمل المرأة كلامها له، وتناديه بالبروفسير مينار، وهنا يتدخل الرجلان اللذان بالقاعة، فيقولان لها: ليس هذا البروفسير مينار، إنه يشبهه، ولكنه ليس هو.

ويخرج الموجودن بالقاعة تباعًا، ويرى البروفسير تاران نفسه وحيدًا، فيستغرب؛ لأنهم تركوه وحده دون أن يكتب رده على الاتهام الموجه له ويوقع عليه، ويخرج من القسم، وتنتهي اللوحة الأولى.

واللوحة الثانية في هذه المسرحية تقع في قاعة استقبال بفندق، ونرى فيها البروفسير تاران يستجوبه شرطيان؛ لأنه استأجر كابينة في أحد الشواطئ، وتركها وبها بعض الأوراق الخاصة به، ومنها مذكرة له، ويطلبان إليه كتابة تعهد بعدم استئجار كابينة بأي شاطئ ودفع غرامة، ويتحدث إليهما بمباهاة ومغالاة عن المحاضرات التي يذكر بعض عناوين لها في مذكرته هذه، ويقول لهما: لا يمكن لهذه المذكرة أن تكفي لمحاضرة واحدة لي؛ لأن محاضراتي طويلة جدًّا.

ويتضح أن المذكرة خاوية في معظم صفحاتها، وبها خطوط تخالف خط البروفسير تاران، ولكنه يصر على أن كل ما هو مكتوب في هذه المذكرة بخطه، ولكنه كتبه بسرعة.

ثم يخرج الشرطيان، وتقدم إحدى العاملات بالفندق للبروفسير تاران طردًا مبعوثًا إليه، ويكتشف أنه خريطة لقاعة مطعم بسفينة عملاقة، ويقول: 

لا شك أنهم أرسلوا لي هذه الخريطة؛ ليعرفوني أنني سأجلس مع كبار السادة في هذه السفينة، ثم تدخل مديرة الفندق ومعها رسالة لتاران، ويسمح لها 

أن تقرأها عليه، فنعرف أنها موجهة إليه من عميد لإحدى الكليات، ويظن تاران أن العميد سيشكره فيها على محاضراته وإعجاب الطلاب به، ولكنه يصدمه في هذه الرسالة بقوله: إن الطلاب لا يرغبون في محاضراته، وإن الكلية استغنت عنه.

وتترك مديرة الفندق البروفسير تاران وحده، وهنا يبدأ في خلع ملابس


ه ببطء شديد.

علي خليفة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيفية الحصول على بطاقة الفنان

مسيرة الفنان مبارك العطاش

من هو الحسين الباز